يؤكد متابعون أن أغلب النقاد العرب يتجهون في قراءة الأعمال الأدبية إلى قراءة الغلاف باعتباره العتبة الأولى للنص، وفي هذا قصور في النقد -كما يقولون-، وهروب إلى منطقة قد لا يكون للمبدع يد فيها. فلماذا يلجأ النقاد العرب إلى قراءة الأغلفة على حساب العمل الإبداعي ذات؟.
من جهته، الناقد محمد الحرز يعترض ابتداء على الأغلبية بقوله «لا أعلم من أين جاءت الملاحظة التي طرحها المحور، وعن أي غالبية يتحدث في القراءات النقدية، لأن قراءة الأغلفة للأعمال الإبداعية لا تشكل ظاهرة حتى يتم الحديث عنها، وليس بالضرورة أن تكون الأغلفة جزءا من عمل المبدع حتى يتم تناولها نقديا؟».
ويرى الحرز أن هناك عددا من النظريات النقدية مختلفة المرجعيات: ألسنية وسيميائية وتداولية وتأويلية جميعها تأخذ مادية النص في حسبانها عندما تقارب أي نص أدبي أو فلسفي أو اجتماعي وقد تكون القراءات النقدية المعتمدة على مثل هذه النظريات أو المرجعيات لها تاريخ عريق داخل المؤسسات الأكاديمية، وعلى مستوى عالمي أيضا. لكن على مستوى الإعلام والصحافة المحلية لم تتحول إلى ظاهرة حتى يقال إنها تنحاز جهة الأغلبية وهي مشروعة؛ لأنها أحد الخيارات المتاحة في تطوير نظرتنا الجمالية للنصوص الإبداعية، وهذا أمر مفروغ منه بالتأكيد طالما هناك من يحاول الاستفادة من كل المرجعيات في تطوير قراءته للنصوص. أما الملاحظة التي تتعلق بالنفور الضمني فهي نتاج النظرة السائدة في ثقافتنا التي لا ترى من النص سوى ما ينجزه المبدع كتابيا فقط. لكنها بالتأكيد تتغافل أو لنقل لم تتمرس في النظر إلى النص باعتباره مبدأ قائما على التفاعل بين النص والمتلقي، وهذا واحد من التعريفات الكثيرة التي تتحدث عن أدبية النص ومدى المعيارية التي تقاس من خلاله.
ويؤكد الحرز على «وجوب توسيع دائرة الاهتمام بالنص؛ لأنها تجعلنا ملزمين بقراءات نقدية تبحث لها عن منافذ وطرق جديدة في التناول والمقاربة، وهذا مؤشر حقيقي على حيوية النقد وصحته وعافيته».
فيما يرى أستاذ الأدب الحديث في جامعة الملك خالد الدكتور محمد أبوملحة أن دراسة ما يُسمى في النقد الحديث (العتبات) وهو ما يُصنف على أنه (ميتا-نص) أمر مهم ضمن القراءة النقدية للعمل الإبداعي بوصف العمل الإبداعي كلا متكاملا؛ لأن الغلاف من ضمن العتبات المهمة للنص، بغض النظر عن كون الأديب قد صمم الغلاف بنفسه أو أنه قد صمم له وارتضاه فالغلاف في الحالين قد صار جزءا من العمل وعتبة مهمة من عتباته؛ وهو بهذا مفتاح لا يمكن تجاهله من ضمن مفاتيح قراءة النص.
ويضيف أبو ملحة: لو سألنا أنفسنا من أين جاءت فكرة هذا العنوان؟ فلا شك أن النص هو الذي أوحى لمصمم الغلاف بهذا الغلاف سواء أكان مصمم الغلاف هو الأديب نفسه أم كان شخصا آخر استوحى الغلاف من خلال النص؛ فالنص في الحالين هو منتج الغلاف، والغلاف -من ثَمّ- مفتاح لقراءة النص.
الناقد والأكاديمي في جامعة الملك خالد الدكتور جمال عطا يرجع الأمر إلى انتشار ثقافة الصورة والتلقي البصري، والاتكاء على المناهج التي تهتم بدراسة الشكل على حساب دراسة المضمون. ويرى «عطا» أن قراءة الغلاف من الأهمية بمكان، لكن يجب أن نكون على وعي بأن الغلاف الذي يمثل عتبة أولى بالنسبة للمتلقي، هو في الوقت ذاته «الإنتاجية الأخيرة» بالنسبة لمنتج العمل الأدبي، كما أنه بنية من ضمن بُنى العمل الأدبي وليس كل البُنى ولا يجب أن نبالغ في الاهتمام به على حساب البُنى النصية الأخرى، وأن الغلاف إنتاجية قد تكون في أغلب الأحيان من عمل المتلقي وقراءته تمثل إحدى قراءات العمل الأدبي وليس كل القراءات. وعليه فالاعتماد على قراءة الغلاف بعيدًا عن مضمون العمل الأدبي قد يؤدي إلى اختزال مضمون العمل. ويعترف عطا أن الاستغراق في قراءة الغلاف قد يكون رطانة لا فائدة من ورائها.
من جهته، الناقد محمد الحرز يعترض ابتداء على الأغلبية بقوله «لا أعلم من أين جاءت الملاحظة التي طرحها المحور، وعن أي غالبية يتحدث في القراءات النقدية، لأن قراءة الأغلفة للأعمال الإبداعية لا تشكل ظاهرة حتى يتم الحديث عنها، وليس بالضرورة أن تكون الأغلفة جزءا من عمل المبدع حتى يتم تناولها نقديا؟».
ويرى الحرز أن هناك عددا من النظريات النقدية مختلفة المرجعيات: ألسنية وسيميائية وتداولية وتأويلية جميعها تأخذ مادية النص في حسبانها عندما تقارب أي نص أدبي أو فلسفي أو اجتماعي وقد تكون القراءات النقدية المعتمدة على مثل هذه النظريات أو المرجعيات لها تاريخ عريق داخل المؤسسات الأكاديمية، وعلى مستوى عالمي أيضا. لكن على مستوى الإعلام والصحافة المحلية لم تتحول إلى ظاهرة حتى يقال إنها تنحاز جهة الأغلبية وهي مشروعة؛ لأنها أحد الخيارات المتاحة في تطوير نظرتنا الجمالية للنصوص الإبداعية، وهذا أمر مفروغ منه بالتأكيد طالما هناك من يحاول الاستفادة من كل المرجعيات في تطوير قراءته للنصوص. أما الملاحظة التي تتعلق بالنفور الضمني فهي نتاج النظرة السائدة في ثقافتنا التي لا ترى من النص سوى ما ينجزه المبدع كتابيا فقط. لكنها بالتأكيد تتغافل أو لنقل لم تتمرس في النظر إلى النص باعتباره مبدأ قائما على التفاعل بين النص والمتلقي، وهذا واحد من التعريفات الكثيرة التي تتحدث عن أدبية النص ومدى المعيارية التي تقاس من خلاله.
ويؤكد الحرز على «وجوب توسيع دائرة الاهتمام بالنص؛ لأنها تجعلنا ملزمين بقراءات نقدية تبحث لها عن منافذ وطرق جديدة في التناول والمقاربة، وهذا مؤشر حقيقي على حيوية النقد وصحته وعافيته».
فيما يرى أستاذ الأدب الحديث في جامعة الملك خالد الدكتور محمد أبوملحة أن دراسة ما يُسمى في النقد الحديث (العتبات) وهو ما يُصنف على أنه (ميتا-نص) أمر مهم ضمن القراءة النقدية للعمل الإبداعي بوصف العمل الإبداعي كلا متكاملا؛ لأن الغلاف من ضمن العتبات المهمة للنص، بغض النظر عن كون الأديب قد صمم الغلاف بنفسه أو أنه قد صمم له وارتضاه فالغلاف في الحالين قد صار جزءا من العمل وعتبة مهمة من عتباته؛ وهو بهذا مفتاح لا يمكن تجاهله من ضمن مفاتيح قراءة النص.
ويضيف أبو ملحة: لو سألنا أنفسنا من أين جاءت فكرة هذا العنوان؟ فلا شك أن النص هو الذي أوحى لمصمم الغلاف بهذا الغلاف سواء أكان مصمم الغلاف هو الأديب نفسه أم كان شخصا آخر استوحى الغلاف من خلال النص؛ فالنص في الحالين هو منتج الغلاف، والغلاف -من ثَمّ- مفتاح لقراءة النص.
الناقد والأكاديمي في جامعة الملك خالد الدكتور جمال عطا يرجع الأمر إلى انتشار ثقافة الصورة والتلقي البصري، والاتكاء على المناهج التي تهتم بدراسة الشكل على حساب دراسة المضمون. ويرى «عطا» أن قراءة الغلاف من الأهمية بمكان، لكن يجب أن نكون على وعي بأن الغلاف الذي يمثل عتبة أولى بالنسبة للمتلقي، هو في الوقت ذاته «الإنتاجية الأخيرة» بالنسبة لمنتج العمل الأدبي، كما أنه بنية من ضمن بُنى العمل الأدبي وليس كل البُنى ولا يجب أن نبالغ في الاهتمام به على حساب البُنى النصية الأخرى، وأن الغلاف إنتاجية قد تكون في أغلب الأحيان من عمل المتلقي وقراءته تمثل إحدى قراءات العمل الأدبي وليس كل القراءات. وعليه فالاعتماد على قراءة الغلاف بعيدًا عن مضمون العمل الأدبي قد يؤدي إلى اختزال مضمون العمل. ويعترف عطا أن الاستغراق في قراءة الغلاف قد يكون رطانة لا فائدة من ورائها.